الهدد المعلم:
هل أتاك نبأ الهدهد السليماني؟ في يوم جمع سليمان عليه السلام جنده من الإنس والجن والطير والوحش، فافتقد الهدهد: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} [النمل:20]، فتوعده: {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [النمل:21].
فمكث الهدهد غير بعيد ثم أتى سليمان في ذات المؤتمر، وابتدره ببيان عذره: {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} [النمل: 22]، فأثار لديه حب المعرفة، وأخبره بمدى يقين الخبر، وهذا من لباقة الهدهد، وإتقانه لفنون الكلام.
ثم شرع في تفصيل الموقف بعد الإجمال: {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل:23]، فبدأ بمقدمة تحفز السامع حقًا، فيخبره بالأمر العظيم الذي شغله عن حضور الاجتماع، فقال: {وَجَدْتُهَا
وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا
يَهْتَدُونَ} [النمل: 24].
هي
قضية الشرك إذًا، تلك الجريمة البشعة التي هي أعظم ما يرتكب على وجه
البسيطة من معاص، فياله من هدهد يشغله هم الإصلاح، لم يركن لكونه مخلوقًا
غير مكلف، ولم يركن لضعف إمكانياته في تغيير الباطل، فوجد لنفسه دورًا، كان
الإبلاغ عن حادثة الشرك البشعة.
ولكن
لما كان هذا الهدهد إيجابيًّا فعالًا يحب أن يكون له أثر، لم يكتف
بالإبلاغ، وإنما قام بالتأكيد على السبيل السوي، وهو سبيل توحيد الله عز
وجل ونبذ الشرك: {أَلَّا
يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا
إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [النمل: 25-26].
هل أتاك نبأ الهدهد السليماني؟ في يوم جمع سليمان عليه السلام جنده من الإنس والجن والطير والوحش، فافتقد الهدهد: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} [النمل:20]، فتوعده: {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [النمل:21].
فمكث الهدهد غير بعيد ثم أتى سليمان في ذات المؤتمر، وابتدره ببيان عذره: {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} [النمل: 22]، فأثار لديه حب المعرفة، وأخبره بمدى يقين الخبر، وهذا من لباقة الهدهد، وإتقانه لفنون الكلام.
ثم شرع في تفصيل الموقف بعد الإجمال: {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل:23]، فبدأ بمقدمة تحفز السامع حقًا، فيخبره بالأمر العظيم الذي شغله عن حضور الاجتماع، فقال: {وَجَدْتُهَا
وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا
يَهْتَدُونَ} [النمل: 24].
هي
قضية الشرك إذًا، تلك الجريمة البشعة التي هي أعظم ما يرتكب على وجه
البسيطة من معاص، فياله من هدهد يشغله هم الإصلاح، لم يركن لكونه مخلوقًا
غير مكلف، ولم يركن لضعف إمكانياته في تغيير الباطل، فوجد لنفسه دورًا، كان
الإبلاغ عن حادثة الشرك البشعة.
ولكن
لما كان هذا الهدهد إيجابيًّا فعالًا يحب أن يكون له أثر، لم يكتف
بالإبلاغ، وإنما قام بالتأكيد على السبيل السوي، وهو سبيل توحيد الله عز
وجل ونبذ الشرك: {أَلَّا
يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا
إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [النمل: 25-26].